Thursday, June 23, 2011

خواطر الثورة - 2

امبارح برنامج العاشرة مساء أعاد مقتطفات من الحلقات الي قدموها وقت الثورة...اتفرجت عليها وفي ثوان رجعتللي الأحاسيس اللي حسيناها كلنا لأول مرة في تلك الايام المجيدة....افتكرت الخواطر اللي كتبتها ليلة 28 يناير واني لسه ما سجلتهاش علي البلوج.....قررت أكتبها في خواطر الثورة - 2:

والنوم يفارق عيني في هذه الليالي الطوال، ليلة 28 يناير وليلة 29 يناير، أفكر في اعين الجبناء ، أعين الخونة الذين طارت طائرتهم وتركت البلاد ونزلت هاربة وسط الغرباء ، تاركة الارض والأهل والناس والسماء.
أفكر في أعين الجبناء وناصيتهم المكللة بالعار والخزي ، ناصيتهم مختومة بالجبن والخيانة، أفكر في أعينهم التي لطالما نامت ظالمة مستبدة متسلطة ، اعينهم التي نامت وفي بطونهم الحرام، اعينهم التي نامت وفي حلوقهم المرار.

أعينهم لن تنام بعد اليوم في بلاد الغربة وهي مفتوحة بإتساعها لرؤية نظرات الإزدراء في كل من يقابلهم الغريب قبل القريب .
ما هربتموه من نقود في سويسرا وما ملكتوه من بيوت في لندن لن تحول بينكم وبين
العار

والنوم يفارق عيني في هذه اليلالي الطوال وعالية ابنتي لم تتم بعد الستة أشهر ونصف أشعر باللحظة التاريخي ، وأحسست فجأة أني أريد أن أعرف اللحظة التاريخية التي لطالما استخدمتها كمصطلح دلالي علي لحظات أخري لا تاريخية ولا يحزنون ولكن زي ما تقول قلبي نفسه يعيشها والسلام فيطلقها علي لحظات عابرة وعادية . ولكن، الآن
أستطيع ان أعرف معني مصطلح اللحظة التاريخية.....وأريد أن شرحه لابنتي حتي لا تقع فريسة مثلي بوهم إطلاق هذا المصطلح علي كل وأي لحظة:
يا عالية يا بنتي، اللحظة التاريخية ليست عابرة وليست متكررة، اللحظة التاريخية هي عمر زمن يفوق اللحظة ويتخطاها ليصل إلي ساعات بل أيام .....خلال هذا العمر الزمني.....تتشابك مشاعر غزيرة ومتدفقة يستغرق الغحساس بها هذا العمر الزمني الذي يتخطي اللحظة ، هذه المشاعر الغزيرة تشمل اغلب المشاعر التي عرفها الإنسان من دون الكائنات ، وفي خضم تنوع المشاعر، قد تتناقص وقد تتكامل ، التعبير عنها قد يكون تارة خوف وتارة غناء، تارة حماس وتارة ذبول، تارة فرح وتارة بكاء، بكاء شديد مصدره منبع داخلك مليء بالفرح والقلق. وحتي تكتمل اللحظة وتكون تاريخية لابد ان يشعر بكل ذلك كل الناس، كل الناس بنفس الطريقة وبنفس التعبير، تلك هي اللحظة التاريخية يا عالية.....اتمني ان تعيشي مثلها واعظم منها فأمك حلمت بها دائما و تحسب انها تعيشها الآن وتهديها لكي .
فجر يوم جديد
30 يناير

No comments: