Friday, June 15, 2007

في مصر التي بلا رموز: أنا باحترم الراجل ده

عندما احتفلت صحيفة المصري اليوم بعيد صدور الجريدة ومرور 3 سنوات علي نجاح مشروعها المجتهد الشجاع المستقل، ناقشت في عددها المتميز جدا رموز مصر....و انت بنفسك لو سألت نفسك مين الشخصية المصرية اللي ممكن تعتبرها قدوتك سواء في العمل والاجتهاد أو في النجاح وتحقيق الأهداف أو في الأخلاق أو في المباديء أو في الثقافة والتحضر والحداثة ، ستجد نفسك في حالة حيرة و تيه ممكن يتحول لدهشة و نرفزة و يزيد معاك و يقلب باضطراب شديد لكن أنا هاقول من غير تردد ، أنا باحترم الأستاذ...أنا باحترم محمد حسنين هيكل


أنا مش هاقول أنا بحترمه ليه لأن الموضوع ده من زمان و أسبابه تراكمية بعدد سنين عمري ...بمعني أدق من ساعة ما قرأت له اول كتاب و أنا سني ثلاثة عشر سنة ....لكن النهارده عرفت سر احترامي وتعلقي الشديد بكل ما يقول هذا الرجل...لما قرأت الصبح في المصري اليوم برضه تفاصيل اعتذار محمد حسنين هيكل عن درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمركية بالقاهرة ...لن أقول ماذا أعجبني بالضبط ولكن سأكتفي فقط بما قاله و أعرضه هنا لكل لبيب ...كثير التفكير...ثائر...موضوعي ...عميق التفكير...باحث عن الحرية وعن الحقيقية
"
لقد كان بودي قبل ان أترك هذه المنصة وكما هو المألوف في مثل هذه المناسبات أن أقدم لشباب الخريجين وهم الجيل الطالع مع الشروق هذه الليلة نصيحة قد تنفع مستقبلا لكني امتنع عامدا، و أكثر من ذلك فإنني اتمني علي هذا الجيل ألا يطلب نصيحة السابقين ، مهما بلغ حسن ظنه بهم و لدي في ذلك أكثر من سبب : هناك


أولا : زحام في المتغيرات المتدافعة ، يستدعي حقائق لم يختبرها جيل سابق ، بحيث يحق له ان يفتي فيها بثقة ويستفيض


ثانيا : أن خبرة السنين في العالم العربي مثقلة بعصورها ، وذلك ميراث تقليدي لم يعد صالحا لجيل عليه ان ينتقل من مواقع لم يعد ممكنا إعادة البناء وسط أطلالها ، وحتي إذا كان عليه ان يعود لاحقا إلي تلك المواقع يدرسها ويحاول استقراء آثارها ، ويعرف من الحقائق ما هو لازم لضميره ، فإن تلك ليست مهمته العاجلة هذه اللحظة


ثالثا : وذلك قدر هذا الجيل أنه يخرج إلي عالم عربي تمسك به أزمات ، وصلت تداعياتها إلي حيث أفقدته الثقة بنفسه ، وإصابته بحال من الإحباط ، يهرب منها البعض إما بالاستسلام لليأس و إما بالانسياق إلي خداع النفس ، وكلتا الحالتين رباط بالماضي ، آن الاوان لتحريره وفك وثاقه


رابعا : حالة فوضي في العالم العربي ، وهي فوضي تضغط علي كل معني فيه : الهوية وأصولها ، والشرعية ومصادرها ، والقيم ومرجعياتها ، بل وتضغط علي الحق والحياة والحرية في أبسط تجلياتها ، وفي أوقات التخبط والضياع ، فإن يدا شابة شجاعة لابد أن تمد يدها إلي الفعل الجسور من خارج سياق أصبح جريانه تسربا عشوائيا وخطرا


وهناك آخرا وليس أخيرا : إن هذا الجيل يحتاج غلي ادوات ووسائل مفارقة لما سبقها ، ولان النقلة كما أسلفت مذهلة ، فإن المفتاح هو الاكتشاف والفتح وليس المألوف والمعروف


لذلك أتجاسر وأقول لهذا الجيل مباشرة : لا تسالوا أحدا ، ولا تطلبوا نصيحة البارحة أيا كان مصدرهامن أجل الغد ، و إذا فعلتم فالجواب في الغالب معتم أو مظلم ، لأن شمس البارحة سافرت في الغروب .

أقول لشباب هذا الجيل : ادرسوا عالمكم ، تفهموا عصركم ، عيشوا قضايا وطنكم و أمتكم وعالمكم ، وافعلوا ذلك بعيونكم أنتم وابحثوا وراجعوا واستخلصوا بأنفسكم لأنفسكم . خذوا المسئولية بأيديكم واطرحوا سؤال المستقبل ، وتوصلوا في أول النهار الجديد إلي جواب عنه ، فأنتم أصحاب المسألة كلها : سؤالا ، وجوابا، ومستقبلا


ايه رأيكم : أنا هقولكم أنا شايفة ايه دلوقتي ...انا شايفة طريق واسع ...مفتوح.... أقدر أمشي فيه ....ثقتي بنفسي عاليه...قدراتي مالهاش حدود...مع إني لسة مسلمة وعربية ومصرية

باحب قوي بيت الشعر ده و كان هيكل برضه هو اللي ذكره

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق

2 comments:

sousou said...

I liked your post really
Good start ,a powerfull one as you see with an article already published in newspaper before it is posted here " i mean the first post on ur blog"

I like heikal too,but i prefer EL Mesiry as" remooz Masr " coz you know,simply he's a normal MAn but he worked hard to have his own ideas and philosophy .Heikal is really exceptional we have to admit

Congratulations
Keep it up!

Babyblue said...

ألف مبروك الشقة الجديدة ... أدخل يا على عالم البلوج
:p

أنا الصراحة مبحبش السياسة قوى فمقرتش لهيكل قبل كده ... السياسة عندى هى هرتلة مميتة ... تتحكم فى مصاير شعوب ... وحياة بشر
لعبة خطر لا تخضع لأى قوانين انسانية أو أخلاقية ... أو هكذا هى فى هذا العصر على الأقل
السياسة هى ببساطة
playing God

ما علينا ... ده موضوع يطول الكلام فيه

المهم, أنا لفت نظرى موضوع "رمز" ده ... احنا جيل فعلا كبر واتفتحت عيونه ملقتش حد يستاهل يبقى رمز أو قدوة ... اتعلمنا ان "أنت" القدوة الوحيدة لنفسك ... ممكن نتعلم من غيرنا ... لكن فى النهاية بنبص قدامنا مش لفوق