Wednesday, May 28, 2008

يا تري ما هي طبيعة علاقتك إنت باسرائيل؟؟؟ أيوة إنت




والسياسة الخارجية الأمريكية" لستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفرد ، وجون مرشايمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاجو ، وكان هذا الكتاب صدر أولا كورقة عمل في شهر مارس عام 2006 و أثارت الكثير من الجدل حولها نظرا لقيمة مؤلفيها وانتمائهم لجامعات مرموقة ، والأهم من ذلك موضوع الورقة الشديد الحساسية والذي حلل بعمق طبيعة علاقة اليهود الأمريكيين بأمريكا ودورهم في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية . وفي الوقت الذي يهاجم فيه أمريكيون السياسات الأمريكية تجاه اسرائيل و سياسات اسرائيل نفسها ولا يخافون من تهمة معاداة السامية الجاهزة لكل من تسول له نفسه التعليق بالسلب علي أي شيء خاص باسرائيل ، وفي الوقت الذي تمر فيه علينا ذكري النكبة والاحتلال مازال مستمرا ، يصدمني كل يوم خبر صغير بسيط يستفز داخلي تساؤل عن طبيعة و حقيقة احساسنا نحو التطبيع مع اسرائيل . فمنذ توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل في كامب ديفيد وكلنا نعلم أنها معاهدة لإنهاء حالة الحرب فقط وليس لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. حتي هذا المصطلح الغريب أصبحت لا أعرف متي ظهر في لغتنا أصلا و أصبحت أشك في حقيقة معناه ولا أعلم بجد إذا كان الشعب المصري رافض للتطبيع أم لا؟ إذا كان استقبال الوفود السياحية الإسرائيلية عادي وليس تطبيعا وإذا كان تصدير الغاز لإسرائيل ( وبالديسكاونت كمان) أمر طبيعي وليس تطبيعي و إذا كان الدخول معها في اتفاقيات اقتصادية مسألة إجرائية بحتة وليست تطبيعية بحتة وإذا كنا نستلم جثث مواطنينا من علي الحدود مقتولين بالرصاص خطأ (الله أعلم إذا كنا بنستلم الجثة ولا لأننا غير مطبعين فلا يمكن استلامها) . إذا كان كل ذلك ليس تطبيعا ، فماذا نسمي رسو اليخوت الإسرائيلية في موانينا للاحتفال بذكري قيام دولة اسرائيل ؟ قرأت هذا الخبر الصغير في جريدة "المصري اليوم" و توقعت أن تقوم الدنيا والمظاهرات في اليوم التالي....لم يحدث شيء...الأدعي أني قرأت خبر في نفس الجريدة يشير إلي استمرار رسو المراكب في موانينا لمدة ثلاث أيام حتي انتهاء مؤتمر دافوس المنعقد في شرم الشيخ وكمان في ظل حراسة أمنية مشددة.....وبعد أسبوع أقرأ خبر صغير أيضا عن أنشطة المركز الأكاديمي الإسرائيلي التابع للسفارة الإسرائيلية .... ويتحدثون بداخله عن جمعية صداقة مصرية اسرائيلية ...واستقبال ليهود مصر والبحث عن ممتلكاتهم .....ولا تعليق. لدرجة أني توقعت أن ألمح إعلانات في الشوارع عن حفلة تقيمها فرقة "بتوعوت أشكينيت" الإسرائيلية المشهورة أووووووي (اسم الفرقة تأليفي).
حقيقة أصبحت لا أعرف معني كلمة تطبيع ولا أعرف كم مننا مقتنع بضرورة التطبيع مع اسرائيل من عدمه ولا أعرف مدي ونوع العلاقات المصرية الإسرائيلية سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي . حقيقة لا أعرف ، ولكني أعرف جيدا أننا نحتاج لمعرفة أكثر عمقا وأكثر وعيا لإسرائيل ومدي التقدم الذي وصلت إليه بعد مرور 60عاما فقط علي نشأتها ، نحتاج أن نعرف ونفهم ونستوعب حقيقة هذا الكيان الذي أصبح حقيقة واقعة ، من الضروري تعريف طبيعة علاقتنا به تعريف واضح مفهوم والأهم من ذلك مقبول لدينا .
عندما رأيت غلاف كتاب والت ومرشايمر الجديد دهشت كثيرا لأني وجدت مرسوم عليه بوق فقط لا غير وتذكرت علي الفور الآية الكريمة رقم (6) في سورة الإسراء مخاطبا بني اسرائيل " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا" .
السؤال الآن هل سنظل مستمعين سلبيين لنفيرهم أم نحاول نحلل و نفهم ونعرف حتي نقدر إن شاء الله
.